علامات قرب وفاة النبي
بعد
اكتمال الدعوة و إبلاغ الرسالة شعر النبي صلى الله عليه و سلّم بأن وقت
الوداع قد حان. فظهرت علامات و ارهاصات من أقواله و أفعاله تُشير إلى
اقتراب أجله، منها:
اعتكافه في رمضان في السَّنة العاشرة من الهجرة لمدة عشرين يوما و كان في السابق يعتكف عشرة أيام-
تدارس النبي صلى الله عليه و سلّم القرآن مع جبريل مرَتين و كان في السابق يتدارسه مرة واحدة-
توصيته لمعاذ حين أبعثه إلى اليمن: عن معاذ قال-
لما
بعثه رسول الله إلى اليمن خرج معه رسول الله يُوصيه و معاذ راكب و رسول
الله يمشي تحت راحلته فلما فرغ قال: "يا معاذ إنك عسى أن لا تلقاني بعد
عامي هذا أو لعلك أن تمر بمسجدي هذا و قبري", فبكى معاذ جشعاً لفراق رسول
الله , ثم التفت فأقبل بوجهه نحو المدينة فقال: "إن أولى الناس بي المتقون
مَن كانوا و حيث كانوا"[1]رواه أحمد
كان
النبي يرغب الصحابة في كثرة ملازمته والجلوس إليه. عن أبي هريرة رضي الله
عنه قال: قال رسول الله : "والذي نفس محمد بيده ليأتينّ على أحدكم يوم و
لا يراني, ثم لأن يراني أحب إليه من أهله وماله معهم.[2]"
قوله في حجة الوداع : "خذوا عنّي مناسككم لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا...[3] و في حجة الوداع كان النبي حريصاً على تنظيم حياة المسلم بوضعه دستوراً يهتمّ بالنواحي التالية:
الاقتصادية:
q وضعه لربا الجاهلية وأول ماوضع ربا عمه العباس بن عبدالمطلب
الاجتماعية والسياسية:
q تقريره الحقوق والواجبات بين الزوجين
q وصيته بالنساء خيراً
q حثه على المساواة بين بني آدم بأنه لا فرق بينهم على اختلاف أجناسهم و لا فضلاً لعربي على عجمي و لا لعجمي على عربي.[4]
q وضعه لكل دم من دماء الجاهلية.
التربوية:
q حث الرسول بالتمسك بالكتاب والسنة لقوله: "و قد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به, كتاب الله".(مسلم)[5]
q
تحذيره من الاستهانة من صغائر الأعمال و هي طريق لدخول الشيطان من خلالها:
"ألا إن الشيطان قد يئس أن يعبد في بلدكم هذا أبدا, و لكن ستكون له طاعة
فيما تحتقرون من أعمالكم, فسيرضى به".[6]
q علّمهم كل أمور حياتهم و دينهم و أنّه لن يأتي بعده نبي و لا أمة بعد أمته و لذلك أشهدهم على أنفسهم بقوله: "ألا هل بلّغت؟"
6.
خروجه في صفر في السنة الحادية عشر من الهجرة إلى أُحد و صلاته على
الشهداء كالمودّع. ثم انصرف إلى المنبر فقال: "إنّي فرطكم و إنّي شهيد
عليكم و إني والله لأنظر إلى حوضي الآن، و إني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض،
و إني والله ما أخاف أن تشركوا بعدي، و لكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها".[7]
7.
خطبته في أمر التخيير ما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خطب
النبي و قال: "إن الله خيّر عبدًا بين الناس و بين ما عنده فاختار ذلك
العبد ما عند الله"، قال: فبكى أبو بكرفعجبنا لبكائه أن يخبر رسول الله عن
عبد خُير فكان رسول الله هو المخيّر و كان أبو بكر أعلمنا....[8]
8.
خروجه في منتصف ليلة من الليالي إلى البقيع و استغفاره لهم و قال: "السلام
عليكم يا أهل المقابر، ليهن لكم ما أصبحتم فيه بما أصبح الناس فيه، أقبلت
الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها، الآخرة شر من الأولى. و بشّرهم
قائلا: "إنا بكم للاحقون".[9]
الآيات الدالة على قرب أجل النبي .
1.
(واتـقـوا يـومـاً تـرجـعـون فــيـه إلـى الله ثـم تـوفـى كــل نـفـس مـا
كـسـبـت وهـم لا يـظـلـمـون( نزلت هذه الآية قبل تسعة أيام من وفاة النبي
فهي آخر آية نزلت من القرآن الكريم.[10]
2.
قوله تعالى: (اليوم أكملتُ لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي, و رضيت لكم
الإسلام دينا) ]3:5[ و و قد نزلت هذه الآية بعد خطبة النبي في حجة الوداع.[11]
3.
نزول سورة النصر في ثاني أيام التشريق من حجة الوداع, فعرف النبي أنه
الوداع و أنه نُعيت إليه نفسه. و ابن عباس لما سئل عن قول الله تعالى (إذا
جاء نصر الله والفتح) قال:"هو أجل رسول الله أعلمه له".[12]
انشاء الله تفيدكم